HICHAM EIDO

 المصارعة  - في لبنان

 

LUTTE - AU LIBAN

HICHAM MOHAMMAD EIDO

هشام محمد عيدو

يتبع

نجوم الزمن الجميل

هشام محمد عيدو
تراجع مستواها وقلّ عدد النوادي التي تمارسها في لبنان
عيدو: هل بإمكان المصارعة إعادة فرحة الفوز بالميداليات؟

24/08/2008
محمد دالاتي

لم يبتسم الحظ للمصارع هشام عيدو بتزيين عنقه بميدالية اولمبية، على رغم مشاركته في اولمبياد روما 1960، كما لم يحقق طموحه بالفوز بميدالية في احدى بطولات العالم التي شارك فيها، واقتصرت ميدالياته على نجاحه في دورات البحر الابيض المتوسط والبطولات العربية، وهو الذي كان يحلم بالسير على خطى خليل طه وشقيقه صافي طه، وشريف دمج وزكريا شهاب ممن حصدوا القاباً وبطولات يفخر بها لبنان، فضلاً عن حسن بشارة الذي حمل ميدالية اولميبة في اولمبياد موسكو 1980.
ولعل اهمية عيدو في عالم الرياضة تكمن في نجاحه مدرباً، وتخريجه دفعات من المصارعين الناشئين، ونجاحه في عالم التحكيم، اذ حمل الشارة الدولية، قبل ان يبتعد عن التحكيم في العامين الاخيرين لعدم متابعته كل جديد في قانون لعبة المصارعة، وهو الحريص على ان يكون ملماً بكل تفصيل.
انتسب عيدو صغيراً الى مدرسة عثمان بن عفان ـ ذي النورين، التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في منطقة رأس النبع، وكان استاذ التربية الرياضية فيها عبد الغني العطار. ومارس عيدو العاباً رياضية عدة وكان بارزاً فيها، وكان قرب بيته النادي الاهلي الذي تزاول فيه لعبة المصارعة، فكان عيدو يتردد اليه لمشاهدة تمارين اللاعبين وكان من ابرزهم احمد البعلبكي وخضر حداد.
البداية
ويقول عيدو عن بدايته: "انضممت الى النادي الاهلي وانا في الخامسة عشرة عام 1948، واشرف عليّ يحيى الصغير وعزت كشلي. وبعد ستة اشهر انتقلت الى نادي الشبيبة قرب بيت الجندي في منطقة رأس النبع، وكانت شهرة النادي بالمصارعة كبيرة، وكان يخرج ابطال لبنان في اللعبة، وتعهدني ابراهيم محجوب والد حارس الانصار السابق جهاد محجوب، وساعدتني خامتي على ان اتقدم بسرعة، وكنت انتظم بالتمارين، واسعى لرفع لياقتي البدنية بالركض مابعد الظهر على مضمار سباق الخيل، وكنت لا امل من التدريب الصعب الذي كنا ننتظم فيه، وشاركت في اول بطولة رسمية في المصارعة الرومانية عام 1951، وكانت في نادي الشبيبة وفزت باللقب. اما اول مشاركة خارجية لي فكانت عام 1953 حين سافرت الى رومانيا، واكتسبت خبرة كبيرة باللعب هناك، وشاركت عام 1954 ببطولة النوادي العربية في مصر، ثم عام 1955 في سوريا، وكانت فرحتي عظيمة حين شاركت ببطولة العالم للمصارعة عام 1956 في اسطنبول (تركيا)، ولمست مدى تطور اللعبة عالمياً، وقابلت هناك لاعبين عالميين كنت احلم برؤيتهم بعدما كنت اسمع كثيراً باسمائهم، واستفدت من مشاهدة الابطال من غير وزني، وتعلمت اموراً جديدة. وتفجرت مواهبي حين شاركت في الدورة الرياضية العربية التي اجريت في بيروت عام 1957 وفزت يومها بالميدالية الذهبية، ثم شاركت بدورة البحر الابيض المتوسط التي اجريت في بيروت عام 1959 وحللت رابعاً، واحتككت بلاعبين اقوياء من القارة الاوروبية، وشاركت في العام عينه في دورة دولية في موسكو، وخلال وجودي هناك شاركت في دورة مدربين مع زميلي عبد القادر المصري، وتعلمنا هناك قواعد وفنون لعبة المصارعة الحرة، فنقلناها الى لبنان، ودربنا ابطال نادي الشبيبة عليها. ثم خضع كل من سليم الخطيب وفؤاد رستم لدورة مماثلة في الخارج، وعلموها لميشال سكاف الذي اخذ يعتمدها في تدريباته في لبنان ، وتمرس سكاف في تدريب لاعبي الجيش وخرج منهم لاعبين كثيرين حتى انتشرت اللعبة وصار لها جمهورها الواسع".
ويفخر عيدو بمشاركته في اولمبياد روما (ايطاليا) عام 1960، وكان حينها في قمة مستواه الفني، ولسوء حظه قابل في اول دورين اقوى بطلين في الدورة وخسر امامهما وهما اليوغوسلافي هودوش الذي فاز بالمركز الاول، وكان الآخر فرنسيا وفاز بمركز الوصيف.
وشارك عيدو في جميع الدورات الرياضية العربية لاعباً ومدرباً باستثناء دورتين اثنتين، ويفخر بتحقيقه ميداليات فيها. ويتذكر عيدو حين لعب في النادي الرياضي القديم في الصنائع خلال الخمسينيات، وفاز يومها على المصارع المصري محمود عثمان وسط جمهور كبير من محبي اللعبة.
بعد اعتزاله في العام 1960، تحوّل عيدو الى مجال التدريب، وهو كان يهوى هذه المهنة، وبدأها منذ كان لاعباً في نادي الشبيبة.
ولعل ما عزز الثقة في نفس عيدو، حين كان لاعباً، ان كبار ابطال المصارعة في لبنان كانوا يطلبون منه مشاركتهم اللعب والتدريب استعداداً للمشاركات الخارجية، وكان من هؤلاء الابطال زكريا شهاب وخليل طه وصافي طه وشريف دمج وتوفيق دمج.
وسام الاستحقاق
نال عيدو وسام الاستحقاق لجهوده في التدرييب ونجاحه في تخريج لاعبين مميزين وكان منهم احمد الددا واحمد العوجا ومحمد حنيني ومحمد مسلماني ومحمود الهبش ونور الدين الهبش وبلال كسرواني ومحمد دية الذي حصل على شهادة تدريب دولية من لايبزغ (المانيا) ثم على دبلوم الدكتوراه من الجامعة الاميركية في بيروت.
انضم عيدو الى فوج الاطفاء عام 1955، وكان فوج الاطفاء يختار الابطال المميزين ليكونوا في عداده، وبعد الاعتزال كلف عيدو التدريب في الفوج، كما اختير لتدريب عناصر الجيش الذين شاركوا في بطولة العالم العسكرية منتصف الستينات في مصر، وفاز يومها عزت كنج بالمركز الاول وحل عبد القادر المصري وصيفاً وكذلك انطوان سويد وحسن خريس، اما محمد جعيد وهاني ابراهيم فحلا في المركز الثالث.
ورقيّ عيدو في فوج الاطفاء ووصل الى رتبة معاون، ولقي دعماً وتشجيعاً من الضباط لمزاولة اللعبة وتدريبها، وخصوصاً رئيس الفوج العقيد اميل نصار والمقدم وفيق زنتوت.
ولم تساور عيدو الشكوك بقدرته على رعاية الناشئينن وصقل خاماتهم من بين طلاب مدارس المقاصد، وهو الحريص على استمرار اللعبة. ويذكر عيدو من عمالقة المصارعة اللبنانية في ايامه، في العصر الذهبي للعبة، خليل وصافي طه وايلي نعسان وابراهيم عواركي وهاني ابراهيم ويعقوب رومانوس وزكريا شهاب واسعد عيد وميشال سكاف وسليم برزة، ورأى ان تلك المرحلة لن تتكرر سواء من حيث عدد الابطال او مستواهم الفني، واضاف: "كانت المشاركات الخارجية متوافرة، فضلاً عن اعطاء البطولات المحلية الاهمية التي تشجع اللاعبين على التنافس والعطاء".
الحكم
بدأت مسيرة عيدو حكماً في العام 1960 حين حمل شارة حكم اتحادي، وشارك في البطولات المحلية، ونال شارة حكم دولي عام 1974 بعدما شارك في دورة دولية في ايران وابلى بلاء حسناً، ثم شارك حكماً في بطولتي العالم في فنلندا ثم في بلغاريا وفي دورات العاب البحر الابيض المتوسط، وفي البطولات العربية، وهو اليوم عضو في الاتحاد اللبناني للمصارعة الذي يرأسه فؤاد رستم، ويرى عيدو ان اللعبة ستعود الى ماضيها المشرق لانها بين ايد امينة وخبيرة، وكشف ان لبنان يستعد لاستضافة البطولة العربية للفتيان، في نادي التعاضد، هذا العام.
وأكد عيدو ان مستوى اللعبة في لبنان بات متواضعاً لقلة عدد النوادي التي تفتح أبوابها لممارسة هذه الرياضة الصعبة، وأضاف: "معظم الناشئين باتوا يتوجهون نحو لعبة كرة السلة التي اتسعت قاعدتها الشعبية. لاعب السلة المميز يجني المال الكافي، ونحو لعبة كرة القدم لكونها لعبة محببة ولها شعبيتها ونواديها ذات الشهرة، وقلّة من الناشئين يتجهون نحو الألعاب الاخرى التي تتطلب جهداً وعرقاً ولا توفر لهم المال ولا الوظيفة، وربما لا يجدون من يتابعهم من الجمهور خلال مبارياتهم المحلية باستثناء ذويهم".
وأكد عيدو إمكانية إعادة المصارعة إلى سابق عهدها في الخمسينيات والستينيات حين كانت اللعبة قادرة على جلب الميداليات للبنان من الدورات الأولمبية، وبطولات العالم ودورات البحر الأبيض المتوسط، والدورات الرياضية العربية، وأضاف: "أول ما نحتاج إليه هو المدرب الأجنبي القادر على تحريك اللعبة في النوادي، ونحتاج إلى قاعات في المحافظات اللبنانية تتوافر فيها البسط القانونية ذات المواصفات العالمية، فضلاً عن الإمكانات المادية التي توفرها وزارة الشباب والرياضة، فالدولة هي أقوى محرك للأنشطة الرياضية".
وقال عيدو: "تقدمنا بطلب إلى وزارة الشباب والرياضة لمساعدتنا بتأمين 4 بُسط للمصارعة، وإذا تأمنت فإنها ستوزع بين مراكز التدريب في العاصمة بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع. وأتوقع ان تجذب هذه المراكز لاعبين ناشئين واعدين ربما يعيدون إلى المصارعة اشراقتها وبريقها، ولا يفوتني الاشادة باسماعيل عواركي وابنه المصارع البطل علي عواركي اللذين يهتمان بتدريب المصارعين في نادي التعاضد ـ المزرعة الذي يرإسه طوني خوري".
ويتذكر عيدو المدرب الوطني السابق محمد ديّة الذي كان يعمل في لبنان ويخرّج مصارعين مميزين، وقد نال شهادة تدريب من المانيا، ثم نال شهادة دبلوم الدكتوراه من الجامعة الأميركية في بيروت، قبل ان يسافر إلى الخليج للعمل هناك بعدما واجه عراقيل من بعضهم على رغم الخدمات الجليلة التي قدمها للرياضة مقابل مكافأة مادية لا يُحسد عليها.
وقال عيدو: "أمضيت زهاء ستين عاماً في عالم المصارعة، وكنت أشعر بالسرور حين يحقق أحد المصارعين اللبنانيين ميدالية، وما يدعو للأسف ان اللعبة تأخرت وباتت تتطلب جهداً كبيراً ومالاً وفيراً لإعادتها إلى مكانتها السابقة. واتساءل: ما مصير المصارعة؟ وهل بإمكانها في المستقبل ان تعيد الينا فرحة الفوز بالميداليات الملونة؟
وخارج إطار الرياضة، ينشغل عيدو بالعمل الاجتماعي اليومي، فهو مؤسس رابطة آل عيدو الاجتماعية، وعضو هيئة شؤون بيروت، وعضو لجنة جامع البسطة التحتا، وعضو جمعيات العائلات البيروتية، ومحقق في صندوق الزكاة، وعضو رابطة شباب البسطة التحتا. ويرى عيدو في خدمة أهالي بيروت ما تقرّ به نفسه، آملاً ان يستقر الوضع الاجتماعي والحياتي في لبنان، "ويعود الاطمئنان إلى البلد الذي استعاد وحدته في ظل رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري الذي يمد يده إلى الجميع لإعادة الروح إلى طائر الفينيق الذي يتوق إلى التحليق عالياً في أجواء نظيفة خالية من التشنج السياسي والطائفي".
واشاد عيدو بالانجازات الرياضية الكثيرة التي حققها لبنان في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولاتزال آثارها شاهدة على حضارة لبنان ورقيه حتى اليوم، وأضاف: "قدم الشهيد الحريري خدمات جلّى الى الرياضة اللبنانية وكان المشجع الاكبر لها باعطاء الاتحادات المختلفة الضوء الاخضر لاستضافة البطولات الخارجية، وتغطية تكاليف سفر البعثات اللبنانية الى الخارج، وبدعمه الابطال المميزين ليكونوا خير سفير للبنان في الاستحقاقات الخارجية. الرئيس الشهيد لايتكرر باوصافه وبحبه لابناء وطنه، وهو موجود فينا الى ان يرث الله الارض ومن عليها".

البطاقة
الاسم: هشام محمد عيدو.
من مواليد: 3/2/1933.
القامة: 1.73م.
الوزن: 73 كلغ.
اللعبة: المصارعة الحرة والرومانية.
النوادي التي لعب فيها: الأهلي والشبيبة.
النوادي التي درب فيها: الشبيبة والساحل والفلاح والعرين فضلاً عن مدارس المقاصد وفوج الإطفاء.
يحمل شارة التحكيم الدولية منذ 1974.
لاعبه المفضل: زكريا شهاب وخليل طه محلياً، والمصري كمال بلبع عربياً، والروسي ابراهيم صافين دولياً.
مدربه المفضل: ابراهيم محجوب والمصري ابراهيم مصطفى والتركي محمود يوجل الذي عمل في لبنان.
مكتشفه: عزت كشلي رئيس نادي الأهلي للمصارعة في برج أبي حيدر.
صاحب الفضل عليه: محمود القيسي (أبو بشير).
أفضل لاعب مرّ بتاريخ المصارعة اللبنانية: خليل وصافي طه، وزكريا شهاب وشريف دمج.
هوايته الثانوية: العمل كناشط اجتماعي.
الوضع الاجتماعي: متأهل وأب لـ8 أولاد ولديه 15 حفيداً.
الهاتف: 641469/01

عودة الى المصارعة

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق