عبده جدعون على موقع ملاعب

تمنيات وأمنيات رياضي.

تمنيات وأمنيات رياضي.

30-12-2021

الأيام ساعة تَدور عقاربها لتشير إلى أرقام تنطق بسَير الحياة، الهنيء أو الرديء، وفي كلّ دورة حدْثان ومشاكِل، نِعمة ونَقمة، تنبسِط لها القلوب وتنقبض.

مع العام الجديد نتمنّى أن ننسى الغلاء والرياء، ونوفّق بمسؤولين يهتمّون بالشباب والرياضة، ويَسهرون على تطبيق القوانين، بتحرير الرياضة مِن الغزاة، الذين إقتحموا أسوارها، وإستباحوا خيراتها وأساؤوا إلى سِمعتها.

نتمنّى من وزارة الشباب والرياضة تحديث القوانين ومن لجنة نيابية للرياضة والشباب تدرس القوانين والمراسيم باهتمام وتحديثها حتى لا تتكرر مقولة ان الرياضة للتسلية والسفر، ومن لجنة أولمبية مِن أفضل الرياضيين وأنزههم وأكثرهم معرِفة. نتمنّى مِن إتحادات رياضية تعمَل على إعداد المنتخبات ولا يزحَف مسؤوليها على أبواب السياسيين. وإعلاما رياضياً متحرراً ينتقد ويوجّه ولا يستزلم ولا يفقد العزّة والكرامة ويخضع لمن يحرّكه.

نتمنّى الإيمان بمواسم القطاف لتُبلسم جِراح اللبنانيين، يعيد اليهم بعضاً من لذّة العيش وحبّ الحياة، والإيمان بالوطن مهما إبتعد السلام وهجّ، ومهما تعكّر ونأى، سنبقى نَسعى وراءه حتى نَستعيده ونُعيده إلى ربوع الوطن، كي تعود الطمأنينة إلى شعبنا الأبي، الذي عذّبوه كثيراً وأساؤوا اليه وهجّروه.

نتمنّى السلام والإستقرار والإزدهار لوطننا المعذب، ونبقى نعتزّ ونفتخر بشِعار " الشرف والتضحية والوفاء " بينما شعارات السياسيين صارت هزيلة، بعدما تحوّلت إلى شعارات مذهبية وطائفية تشحن المشاعر وتثير الأحقاد، وحيث التضحية صارت بالشعب، والوفاء للأسياد وليس للوطن. نتمنّى أن تبقى عيننا على الوطن وسيادته وإستقلاله، وعيون أهل السياسة على ما تبقى من الوطن من ثمار يافعة تصلح للقطاف.

كما في السياسة كذلك في الرياضة، يُلقى تبعات التدهور على الآخرين باللوم وإنتقاد الآداء، بينما في الحقيقة، كلّهم هناك وهنا يتحملون مسؤولية ما وصلت إليه الأمور، لأنهم في معظمهم ليسوا على قدر المسؤوليات ألتي أوكلت إليهم عن طريق الصدفة أو بسبب سياسة "قم لأجلس مكانك".

المسؤوليات لا تتجزأ وحالة السوء التي وصلنا إليها يتحمّلها كلّ مَن تولّى مسؤولية ولَم يعطها ما تستحقّه من إهتمام ومعرِفة.

المسؤولون عن الفساد هم كلّ من تستّروا على صفقة أو لفلفوا فضيحة أو إغتصبوا قانونا. المسؤولون عن الفساد هم أولئك الذين يَهدرون مالاً عاماً ويَرشون أو يَرتَشون. المسؤولون عن سِمعة الوطن هم أولئك الذين يَسيحون بإسم الوطن ويَهدرون مال الشعب. والمسؤولية عن الوضع الرياضي ألسيء يتحمّلها كل إداري رياضي زحَف وإستزلم ليصِل إلى لجنة أو إتحاد أو جمعية ولمّا وصَل تخلّى عن القِيم والكرامة.

في الرياضة يأكلون خيراتها ويَشكرون أسيادها ويتباهون بالحِماية السياسية، بينما مُعظم أهل الرياضة لا يعرفون الحقيقة ويصدّقون كلّ ما يقوله قادة تكشّفت نواياهم وتعدّدت طلاتهم ألتي تتميّز غالباً بالدَجل والكذب والخنوع السياسي. كلّهم أبرياء والآخرون في قفص الإتهام، وعَنزتهم تَطير وأفيالهم تَطير ويصدّقون أنهم للرياضة مُنقذون بعدما هدَموها كلّ في مجاله.

تمنّيات وتمنّيات لن تتحقّق طالما أن هموم الرياضيين ومشاكلهم في آخر سلّم الإهتمامات، ومصير القطاع الرياضي يتقرّر في غير مكان، يوحى به إلى بعض مظليي هذا الزمن الرديء في الرياضة، فلتان على كلّ صعيد، ألسنة إنفلتت من عقالها وكرامات تفلّتت من أصحابها وصِغار خالوا أنفسهم كِبار فتجنّوا على الناس الأجلاء، صالوا وجالوا في بعض أوكار الرياضة ألتي دَخلوا إليها بِفضل السياسة والمذهبية والإستزلام، والنتيجة لا قَمحَة ولا شعيرة.

تمنّيات إلى الرياضي الحيّ الشريف، أن يهبّ على كلّ قيادي مأجور في وطنه، يَعمل ضدّ مُجتمعه فيجرّح صورَة الرياضة وقيمِها ومستقبلِها، المفترض أنهم مسؤولون عن مَصيرها، فليهب غاضباً على مجرّحيها وليصرخ بِهم كفى.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق