عبده جدعون على موقع ملاعب

الزمن الرياضي الجميل والواقع الحالي

الزمن الرياضي الجميل والواقع الحالي


06-05-2021
الأيام هي ساعة تدور عقاربها تشير إلى أرقام تنْطق بسَير الحياة ألهنيء أو الرديء، وفي كلّ دورة حدْثان ومشاكل تنبسِط لها القلوب وتنقبض. اليوم وأنا قاعد لحالي راجع حسابي ع سراج صار مخلّص من الزيت، محجوز في الحَجر الصحي المنزلي كما غيري من المخضرمين كبار السن، وامامي عشرات آلاف من الملفات الرياضية الموثقة بالصور والاحداث، مرفقة بمئات الفيديوهات الرقمية، جميعها منسوخة على اقراص مدمجة، ومحفوظة في حقائب سفر لأبعد من خمسين عاما مضت حتى يومنا هذا.
طرَحت فِكرة إعطاء هذه الوثائق إلى أولادي وأحفادي للإحتفاظ بها، وتمنّيت عليهم متابعة الأرشفة بعدي، فلم ألقى منهم الحماس والتجاوب نظراً لإنشغالاتهم بقطاع الصيدلة والإدارة والتدريس، وهي عوالم بعيدة عن المجال الرياضي.
درَست كيفية إنشاء موقع رياضي خاص على الشبكة العنكبوتية ورحت أوثق المعلومات، وبعدها قمت بنشر ما أمكن للعامة ولمن يهمه الأمر من الباحثين للإستفادة والإستشهاد بصحّة حقيقتها للتاريخ.
وها أنا اليوم عبر موقع "ملاعب" أكتب ما يجول في فكري وضميري عن أحداث ما يجري في واقعنا الرياضي، وكثير الشكر والإمتنان لإعطائي مساحة واسعة لأقول الحقائق كما هي متّكلا على ضميري ووثائقي ومحفوظاتي الشاملة التي لا تقدّر بثمن، كونها تتضمّن كافة المعلومات عن كل من تعاطى الشأن الرياضي منذ بداية النهضة الرياضية في لبنان، بالأسماء والإنجازات، وعن كافة ما دار ويدور في القطاع بالتفاصيل.
نعم ايها الأصدقاء، التوثيق مهم جدا كونه يوضح الأمور كما هي، حتى لا نَتّهم بعضنا يوماً من دون وقائع، ونتذاكى على بعضنا ونقول "بيّي أقوى من بيّك". لهذا كنت ولا أزال أطلب بإلحاح نشر وإعلان كل عمل نقوم به يخص الشأن العام منعا للمسائلة والمناكفة فيما بعد.
في مجال الاعمال المشتركة التوضيح واجب، والجمهور المتابع يبحث عن النتائج لدعم الجيد منها، والبحث عن حلول لتصحيح مسار الأمور العالقة بتشخيص العلّة وحصر الداء كي يصل إلى نتائج مرجوّة.
وللقارىء أن يحكُم على حُسن الإختيار فيما سأقول وأطرح، "ان لبنان الرياضي الطيب القديم في الرياضة ايام زمان " الذي ما زال يعيش في أذهان الملايين في الوطن وخارجه قد ذهَب إلى غير رجعة، ونحن الجيل القديم ما زلنا مسحورين مأخوذين بلبناننا الرياضي الطيب القديم رافضين مواجهة الواقع وفي نظرنا أن الرياضة في لبنان لا تشكو من شيء، والمشكلة دوما بسبب عوامل مختلقة مستحدثة، وأكباش المحرقة متوافرة على الدوام تتيح لهم إلقاء المسؤولية والتّهم على كاهل الآخر وليسو هم مسبّبوها، لكن في الوقت ذاته، لا يسعني تجاهل الحقيقة الأساسية التي مفادها، ان مشكلات الرياضة في لبنان متأصلة في بنيته الإجتماعية – الإقتصادية والسياسية بالذات.
لقد عشت تاريخاً طويلاً من الذكريات السارة، ومن التجارب المؤلمة، منذ الطفولة وحتى شيخوخة الشباب، وأنا على يقين بأن المتابع الذي يواجهني كوطني، هو كيف أواجه الوقائع المؤلمة في بلادي وكيف أحللها تحليلا نقديا وأقدّمها بصراحة إلى الجمهور الرياضي في وطني.
السياسة والمذهبية والطائفية نستخدمها بخفة حين تسنح الظروف لإستخدامها، والتي تكون بعيدة عن أصالة مفاهيمها الحقيقية في غياب قاعدة حضارية باعثة على الإستقرار، فالحرية أللآمسؤولة التي ذكرتها في كتاباتي سابقا، والتي تميّز اللبنانيين، لا يمكنها في حال من الأحوال أن تؤدي إلى قيام أي نوع من التكامل الإجتماعي الوطني. فالولاءات التي يفترض لها أن تنبع من قاعدة حضارية معترف بها، ان تتوجه صوب "الدولة" دولة الحق والقانون التي ترمز إلى هذه القاعدة دون التحول إلى ذرّات فردانية متباعدة، أو في أفضل الحالات ألى ميول محدودة ضيقة قوامها الإقتصار على الأهل والأبرشية والقوم، مثل العائلية والطائفية الضيقة وغير ذلك من انواع الترابط أو المشاركة المجتمعية، خصوصًا بالنسبة لمبادىء الخلق أو الطبع الوطني والثقافي.
نشعر بهذا الترابط في منتخباتنا الرياضية الوطنية، حين يعود الرياضي إلى هدفه الوطني الأصيل، تراه يضحي بالغالي والرخيص، ويترك المناكفات الداخلية على المناصب في الإتحادات وغيرها. وإعطاء مجهوده الأقصى كرمى لوطنه، وهكذا تُبنى الأوطان وتنهض.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق