عبده جدعون على موقع ملاعب

التخّيل والخَيال في قطاعنا الرياضي

التخّيل والخَيال في قطاعنا الرياضي

14-03-2021

مِن أهم النّعم ألتي وهبَها الله لبَني البشَر،التخّيل ومعرِفة الخَيال. فتخيّل الأشياء بالصوَر الإيجابية تغذّي العقل بالأفكار الحسَنة وتغيّر واقِعه إلى واقع أفضل، أما في غير ذلك فيَملأ رأسه بالأفكار السيئة والصُور المحْبطة ويَعتريه القلق إذا ركّز عليها في دنياه.

ومعرِفة الخيال هو المفتاح الأساسي للإبداع، يؤدّي صاحبه إلى إنجازات عظيمة، لكنه نادر نسبيا عند البعض نظراً للسلوكيات العقلية في الخَيال الباطني، أما إذا كان منظّما بالوعي والإدراك والتخيّل المقبول، فيَصل إلى ما يتمنى، وفي غير ذلك تنقلب عليه وتُدخله في حالات بعيدة عن الواقع.

في التخيلات السلبيّة تكثر السيّئات وربما تُظهر حقيقة ما يُضمَر لقدرة العقل الباطني وما خزّنه من صوَر حقيقية وواقعية حيّة تُرى بالعين المجردة، وبين ما يستقبله الدماغ من صوَرٍ غير حقيقية يراها الإنسان في مخيّلته وأحلام يقْظته،

وبالتالي مع تكرار التخيّل، يبدأ العقل الباطن بالتحرّك لتغيير الواقع الحالي إلى واقع آخر مطابق لما كان في خَيال الشخص المتخيّل والحالم.

في واقعنا الرياضي كُلنا يَحلم ويتخيّل، وخلال سرْدنا الأحداث قد يكون الحلم غير منطقي، من هنا تتّضح لنا قوّة العقل في تبنّي أمور وأشياء لم يرها العقل مِن قبل، أو أفعال معلنة صالحة ليبنى عليها القرار. فكيف لنا أن نختار من نختاره دون العودة إلى حَسَنات الماضي والحاضر لِنبني عليها للمستقبل؟.

كل رياضي ناجح يَحلم ألإنضمام إلى مجموعة ناجحة ربما يضيف لكلاهما نجاحاً، أما إذا كان عادياً فيصبح عَقَبة أو زيادة عدد لا يقبله العقل الباطني، فيعتبره وهْمٌ بَعيد عن المُمكنات ودون أي أساس منطقي وعقلي وعلْمي وغير قابل لتحقيق الواقع وغياب الأخذ بعين الإعتبار، الثمَن الإنساني الذي يمكن دفعه مجاناً لتحقيق الوهْم.

بالتخيّل والخَيال والكلام المَعسول لا تُبنى رياضة مُستقبلية، فالرياضة واقع وإستراتيجيات تواكب العِلْم والتكنولوجيا المتطوّرة المتسارعة، وغير ذلك يفيد الشعراء والأدباء والروائيين بالرغم من الإختلاف الواضح بينهما في أسلوب المعالجة والنهج والهدف.

فعِلم الرياضة يقوم على إتباع المناهج العِلميّة والأساليب الإحصائية الدقيقة ودراسات تطويرية، توّفر على الرياضي الوقت والجهد غير المجدي، ناهيك عن الخدمات الإجتماعيّة والصحيّة ذات الجودة العالية بما تنعكس إيجابا على مستويات النجاح عموما.

والشقّ الإداري الرياضي، يلزمه ورشات عمل مكثّفة مع أخصائيين في مَجال الإدارة الرياضية أمثال "الشبكة اللبنانية لعلوم الرياضة" وخريجي جامعات التربية الرياضية وهم كثر، وليس مع بعض الهواة كما ظهر لنا أخيرًا من نتائج إنتخاب المراكز العليا المؤتمنة على النهضة المستقبلية للرياضة بعد انحسار الوباء المستشري في العالم والوطن.

لا تتخيلوا اليوم بغير واقع الارض، هناك كوكبة من المجلين جعلتموها مهمّشة ومستبْعدة، فعلتم ما كان في مخيّلتكم مسبقا، فسكتوا على مضض قبول ما صَدَر عن لسانكم في الإعلام وتحمّلت وتحمّلت، إلى أن حَبلت من إتصالاتكم المعسولة حتى سمِعنا اللي صار، وجاء الردّ الإعلامي من قبلكم تصاريح بغطاء حِملان تدعو به المجلّين نسيان الماضي ويدكم ممدودة من جديد.

يا لطيف "ملاّ زمن" أين كنا وأين أصبح التعاطي بين أبناء الوطن الواحد الموحد. صحيح إذا عادت المياه إلى مجاريها لكنها لا تعود صالحة للشرب، فهل يكون عِلاج الجاهل عن قصد أو غير قصد بالتجاهل؟ لقد اخذوا من اليوم عِبرة فهل ياخذوا من الأمس عبرة؟ والى غد لناظره قريب.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق