عبده جدعون على موقع ملاعب

المراكب والرياح والبحرية

المراكب والرياح والبحرية

05-04-2021

قيل في الماضي ويّصح في زمَنِنا الحاضر "عندما تَعصف الرياح في البِحار، تتلاطم الأشرعة بعضها مع بعض وتجرف المراكب عن مسارها، وكي لا تتأذى ويتغير المسار، يسعى البحّارة إلى توجيه وتركيز تلك الأشرعة للمسار المقرر، والبوصلة بين يدي القبطان حفاظاً على وجهتها، الى ان تهدأ العاصفة لتمضي بسلام".

للتوضيح المقبول نَعتبر المراكب هي الإتحادات الرياضية، والرياح هي الأجواء العامّة في البلد، والبَحرية هم الفنيّون واللآعبون والأهالي.

كل مركَب عليه قبطان ومعه مساعدون وفنيون وبحّارة، وقبل ان يُمنح رتبة قبطان، يُطلب منه سجل عدلي نظيف وإخراج قيد عائلي مرفقاً بالسِيرة الذاتية الموثّقة بشهادات النجاح مع إفادات الخِبرة في المِهنة، وحين تنطبق عليه الشروط، تستقبله اللجنة الفاحصة وتعيّن له زمان ومكان الإمتحان، وحين ينجح في مباراة الدخول يُصبح من حقّه الإلتحاق بمعهد علوم البحار فيستحق اللّقب والمهنة.

في البدء نعود إلى قطاع رياضتنا وإتحاداتنا ولجاننا، حين يلجأ المنافسون الإداريون إلى الترشّح لمباراة الدخول إلى الهيئات الإدارية التنفيذية، دون الأخذ بعين الإعتبار السيرة الذاتية والنجاحات السابقة بإختصاص اللعبة ليُبنى عليها التأييد لشخصه، حينها تدخل المحابات والمحسوبيات والزبائنية لتنوه بمزاياه ومعارفه وقدرته على التفاني في العطاء وشهادات في التهذيب وتقديمات الخدمات الإجتماعية التي يتّقنها بجدارة "ولوّ ما الزلمي صاحبنا وفيه الخير والبرَكة" وكأن تلك الصِفات لا تنطبق سوى عليه. وللمتابع كلام آخر عن اللجان الفنية وكفاءاتها وما تسببه من نجاحات.

جاء دور البحرية الهواة الذين لا ناقة لهم ولا جمَل يعيشون بقلق على مصيرهم ليس من الوباء فقط بل من الأجواء الضبابية التي تشكّلها تصرفات المسؤولين عن العابهم، والغالبية غير مطمئنة على مستقبل أنديتها والعابها، وتتساءل بِعجب عن أساليب التناكف المنتشر بين القياديين المؤتمنين على طموحاتهم وتأمين طريق وصولهم إلى مستقبل مشرق؟ وعلى أي أيادي سيتّكلون بعد تلك التصرفات؟.

لا مناصب ومراكز تعنيهم هؤلاء الفتية، هم فسيفساء هذا الوطن ومن كل مكوناته، لا تُفسدوا طهارة أفكارهم، هؤلاء جيل المستقبل، يعمل المخلصون الجهاديون لجمعهم لا لفرزهم، بإذن الله.

في الألعاب الجماعية والبحّارة المخضرمون الذين واكبوا شؤون اللعبة وشربوا الكثير من المياه العَكرة بمضض حتى وصل بهم البعض على التهكّم على مَن هم أكبر منهم سنّاً وقيمة وشهرة، وضَرَب الغرور أنفس الكثيرين منهم وكأنهم أولى بالمعروف، والمسؤول تحت رحمتهم ورضاهم، أما القلة منهم فتُرفع لهم القبعة على مواقف ملؤها الشهامة والوطنية.

أما في الألعاب الفردية فحدّث ولا حَرَج، كل فرد يرى الأمور من منظاره وما همّه سوى التمرين والمنافسة والفوز وتسجيل نقاط، والصعود على المنصة حتى ولو في أي موقع وزمان كان. نقاطه يمتلكها ولا أحد في الداخل والخارج ينتقص منها، ومسجلة في الإتحادات الدولية، ما عليه سوى التمني بصفاء القلوب والإبتعاد عن المناكفة مع أي مسؤول حتى لا يَحرد عليه ويُحرم من إدراج أسمه فيصبح خارج تشكيلات المنتخبات الوطنية.

نعم ثم نعم، لدينا ولدى المغبونين امثلة كثيرة عن تصرف بعض من كانوا في مراكز المسؤولية " كأنهم "سيفوروس" هذا القرن، وقارىء هذا التوصيف سيتذكّر جيداً ما علِمنا به أخيرًا وعلى مَضَض.

المجهول مرّ من أمامنا، ومستقبل الرياضة أمامنا، والحِساب آت لا مفر منه، وكلّ صاحب حقّ سيناله ولو بعد حين، والمُفبرِكون سينكشِف أمرهم بالوثائق والعدالة، والأيام المُقبلة مُشرقة لرياضتنا، لا إمتيازات لإحد، ولا إستئثار على أحد، ولا تسونامي سيحدث بعد اليوم، والعدالة ستأخذ مجراها، ما مات حق وراءه مطالب، ولا يصح إلا الصحيح.

إعترفوا باخطاءكم، ربما لن تسنح لكم الفرصة بعد اليوم، فعدالة السلطة لا تُفسد الرجال، إنما الأغبياء إن وُضعوا في السلطة، فإنهم يفسدونها!.

قيل في الماضي " الرياضي العادي يشتري الجريدة لقراءتها، والمسؤول الرياضي الآتي بالمظلة يشتري رئيس التحرير".

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق