عبده جدعون على موقع ملاعب

كما تزرع تحصد.

كما تزرع تحصد.

18-08-2021

الطموح حقّ لكل إنسان على وجه الأرض، فغالبًا ما يكون الطموح أعظم من جرأة صاحبه، وأكبر من إرادة الفِعل لديه. مع أن في الطموح أنواع، منه العِلمي في الوصول إلى أعلى مراكز العِلم، ومنه العملي في الوصول إلى أعلى المناصب والمراكز، ومنه الطموح السلطوي وهو السيطرة على كلّ شيء من حول الإنسان، وهو الأسوأ طالما يتسلّق فيه على آلام الناس.

الطموح الحسَن هو من يَزرع الخير ليحصد الخير، و"كما تَزرع تَحصد" قالها الإمام علي"عليه السلام" ونبّه على الناس إن جودة البذور التي تزرعها هي التي تحدد نوعية المحاصيل التي تحصدها ، فإذا كانت البذور من نوعية جيدة فسيكون العائد على نفس القدر، أما إن كانت رديئة فلا بد أن العائد سيكون بنفس السوء.

في قطاعنا الرياضي لم نتعلّم بَعد مِن أخطاء غيرنا، نتهافت أيام الإستحقاقات لنؤيّد من كان يَصدَح على المنابر بالكلام المعسول والوعود الرنانة، أو من كان يتسلل نحو المآدب والإجتماعات والمناسبات ليقول انا هنا، ولم نفكّر يوماً الاستناد على نتائج الاعمال والانتاجية لهؤلاء، أو نتأكد من النجاحات التي خدمت القطاع. نُعطي الوكالة إلى مَن سمعناه وهو يشنّف آذاننا على المنابر، ولم نسمع يوماً معرفة ما قام به هذا الخطيب من جهد في مسار حياته، وننسى ما جنينا منه ومن أمثاله من ويلات وإشكالات وشكاوى. هل الإنسان محكوم عليه بالنسيان أم نحن نجهل مصالحنا المشتركة مع الآخرين التي عليها أن تصب في المصلحة العامة؟

الإرادة تصنع الطريق. وحينما تتواجد الإرادة يوجد الطريق، نسأل ذاتنا نحن الرياضيين، هل الإرادة متوفّرة أم أنها شِعار يقال وإنتهى الأمر؟ فنحن لا يمكننا الإعتماد على الآخرين لتوجيهنا طوال الوقت، بل يجب أن تكون القوّة الداخلية نابعة من داخلنا، والموقف الإيجابي نابع من إرادتنا نحن حتى نستطيع تحقيق النجاح والإنتصارات، ساعتئذ يمكننا التغلّب على كلّ المصاعب، ونتجنّب إكمال المسار مع الزعرور. (الزعرور شجر مثمر ثمنه زَهيد، حين ينضج يَكثر فيه الدود). فمسار قطاعنا الرياضي طويل وشاق، والمصاعب فيه حين يستيقظ الحسد ويغفى الضمير، والأنانية تطغي على العمل المشترك في الخدمة العامة لمصلحة ناس الوطن. فعاصفة فصول الإنتخبات الإتحادية الماضية إنتهت، ونحن في انتظار الأحكام على الأولمبية المؤقتة إلى حين صدورها من محكمة التحكيم الرياضة الدولية ليبنى على القرار مقتضاه.

من بداية الطريق زرَعتم الفَساد في عقول المسؤولين في الإتحادات فصدقوكم، حولتم طهارة الرياضة الى مستوى لا تليق بأحد، جعلتم منها لعبة شطرنج "تضحّون بالجنود ليَحيا المَلِك" بغية مصالح غير رياضية، التركيبات المبطّنة أصبحت واضحة الأهداف، ألم يحن بعد، وقت اليقظة من الأحلام الموعودة.

اذا فسُد المِلح بماذا نُملّح؟ واذا فَسُدَ القضاء فمن ذا الذي سيشهر سيف العدالة في وجوه الذين يعيثون في الأرض فساداً؟ علينا زرع العدل حتى إذا ما صَدَرَ حكْم عن قاضِ قال الناس لقد نطَقَ القاضي بالحقّ. ولا مزيد من الكلام عند حدود هذه الطمأنينة، لاننا سنحصد غلة وفيرة صالحة من جراء زرعنا بذور العدل مِن النوعية الجيدة. ونحن في إنتظار المِطرقة حين تُلفظ الأحكام.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق