مباراة اعتزاله عام
1998 أمام تفاهم الأندية المحلية لم تحقق طموحه 27 / 02 / 2011 ولعل كرة القدم التي أعطت إدلبي الشهرة ومحبة الناس، لم تحقق له كل أحلامه - برأيه، وكان إدلبي الذي دافع عن ألوان منتخب لبنان فترة وجيزة، يطمح الى نيل الجنسية اللبنانية عام 1993، بعدما نالها زميله في الأنصار جمال طه (مصري الجذور) ولاعب الهومنمن بابكين ماليكيان (أرمني الأصل)، وشاركا في تصفيات كأس العالم التي أجريت في لبنان على ملعب برج حمود. ويعمل إدلبي في محل للصيرفة في ساحة ملعب بيروت البلدي، منذ سنوات، وأوضح ان معجبين ومحبين كثر يقصدونه للتعامل معه كزبائن، وقال: "تتطلب مهنتي ان أكون على علاقة جيدة ووثيقة مع الزبائن، والحمد لله ان كثيرين من محبي كرة القدم، من أندية مختلفة، يقصدونني ويثقون بي، ويمكن القول انني استفدت من ممارستي كرة القدم في مهنتي، ولكنني كنت أطمح لأن أجني ما هو أكثر، مع قناعتي التامة بأنني استفدت منها بجني محبة الناس وحصد الشهرة، ولعل مباراة اعتزالي عام 1998، أمام فريق من تفاهم الأندية، لم تكن بالمستوى الذي حلمت به، إذ كنت أتمنى ان تكون المباراة على مستوى عربي على الأقل. وأعتقد انني كنت وفياً ومخلصاً في الدفاع عن ألوان الأنصار الذي شاركت معه في جميع المواسم الـ11 المتوالية التي فاز فيها بلقب الدوري، وأدرج اسمه في كتاب غينيس للأرقام القياسية، فضلاً عن الفوز بكأس لبنان 8 مرات، إبّان تلك المرحلة الذهبية من مسيرة نادي الأنصار الكروية تحت إشراف المدرب القدير عدنان الشرقي". وأكد إدلبي انه لم يندم على شيء، خلال مسيرته الكروية في "القلعة الخضراء"، لأن الأجواء داخل النادي تحيطها الروح العائلية، "كنت أشعر في الأنصار بانني فرد من عائلة كبيرة، وكانت إدارة النادي قريبة من اللاعبين، تشاركهم أفراحهم وأتراحهم، مما يشجع كل لاعب على مضاعفة الجهد في الملعب، وكان كل لاعب في التشكيلة يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وكنت ألقى معاملة جيدة من المدرب الشرقي في الملعب وخارجه، ولم أسمع منه أي كلمة جارحة أو تنبيه قاسٍ خلال تعاوني معه، والشرقي يقدّر اللاعب الذي يتقن تنفيذ الخطة، وهو إنسان ذو مشاعر رقيقة وحساسة، وكل من يعرفه على حقيقته لا بد وان يزداد قرباً منه". واعترف إدلبي بانه كان يتمنى الحصول على الجنسية اللبنانية، قبل الاعتزال، ولا سيما انه دافع عن ألوان منتخب لبنان عام 1990 في الكويت، خلال دورة الصداقة والسلام التي شاركت فيها منتخبات العراق وإيران والكويت. ونفى إدلبي ان يكون عزوف اتحاد الكرة عن الايعاز للمسؤولين لمنحه الجنسية اللبنانية هو السبب وراء اعتزاله، وعزا دافع الاعتزال الى اصابته في ظهره، وقال: "خضت، في آخر ايامي، عدداً من المباريات مع الأنصار احتياطياً، لانني كنت أشعر بالألم، ولا أستطيع ان أقدّم كل ما لديّ من عطاء. وأجرى لي الدكتور سمير برغوت جراحة في مستشفى
المقاصد عام 1994، وقال لي انه بإمكاني العودة الى الملاعب بعد فترة
النقاهة، لكن مستواي تراجع، ووجدت انني غير قادر على استعادة مستواي
السابق خلال التمارين الأولية بعد الجراحة، وفضلت الاعتزال تاركاً صورة
مشرّفة عني كي يتذكرني الجمهور وأنا في قمة مستواي". وبعد مشاورات استمرت نحو ساعة، تم خلالها الاتصال بعدد من المسؤولين السوريين، سمحوا لي بالدخول من دون اي أوراق. ولعبنا في اليوم الثاني في حلب، وتعادلنا مع فريق الاتحاد 1 ـ 1، وقدّم الأنصار عرضاً رائعاً، وكان الشرقي استعار مهاجم النجمة محمود حمود، وسجلت اصابة التعادل بكرة تقدمت بها من منتصف الملعب، وسددتها أرضية، من خارج المنطقة، الى الزاوية اليسرى، وبعد المباراة قال بوظو لأبو رياض في المنصة: "كنت مصيباً بالإصرار على إشراك هذا اللاعب (الإدلبي) في المباراة، فهو نجم مميز". وغالباً ما كان الإدلبي يزداد تألقاً حين يلعب أمام
النجمة وسط مدرجات تغص بالجمهور المتحمس، وكانت أفضلها تلك التي شارك
فيها عام 1986 في كأس لبنان، وأسفرت عن فوز الأنصار 2 ـ 0، ووصل الأنصار
في ذاك العام الى نهائي الكأس والتقى الصفاء وخسر أمامه 0 ـ 1 سجله محمد
بري في الشوط الرابع الاضافي. أما المباراة الأولى التي خاضها الإدلبي في
الدرجة الأولى فكانت في النطاق الودي أمام فريق الاستقلال على ملعب برج
حمود، وأطلق عليها "مباراة الوفاق الوطني" وانتهت بفوز الأنصار بهدف
مقابل لا شيء. رافق إدلبي اجيالاً عدة من اللاعبين المميزين في الأنصار، أما بداية مسيرته الكروية فكانت مع فريق الرابطة في الطريق الجديدة، وكان يرأسه طلال فتح الله الذي كان مشجعاً قوياً للأنصار، فأقنع الإدلبي بالتوقيع للأنصار عام 1974، وكان إدلبي في الحادية عشرة، فانضم الى فريق الأشبال الذي كان نور الحاج مشرفاً عليه. ووصل إدلبي الى الفريق الأول عام 1980 بايعاز من الشرقي، وصعد معه من لاعبي الفريق الثاني كل من أمين الجمل وسهيل بليق ومحمد صدقة، ونجح ادلبي في التأقلم سريعاً مع لاعبي الفريق الأول. وكان يرتاح للعب مع دايفيد ناكيد ثم مع جمال طه في الوسط، وقبلهما مع أمين الجمل. وكانت تمريرات الإدلبي الدقيقة والمتقنة سببا
رئيسيا في إحراز مهاجم الأنصار المتألق فادي علوش لقب أفضل هداف في تاريخ
الدوري اللبناني لكرة القدم. وكشف الإدلبي ان ما كان يميزه أيضاً هو هدوء
الأعصاب وعدم التسرّع في الملعب، ولا سيما انه كان قائداً لفريقه، وقال
انه كان يحزن ويكتم غيظه في قلبه حين يخسر فريقه، لكنه لم يكن يثور،
ويحاول ان ينسى تلك الخسارة حتى لا تؤثر في أدائه في المباراة التالية.
وقال: "الخسارة درس يمكن الاستفادة منه، وهو ليس نهاية العالم، وليس هناك
فريق على وجه الأرض لا يخسر". |
عمر إدلبي "مايسترو" الأنصار والكرة اللبنانية 13 / 04 / 2008 محمد دالاتي منذ أوائل الثمانينيات وحتى اليوم، لم تشهد ملاعب كرة القدم اللبنانية، لاعب وسط قائداً بمستوى الكابتن عمر إدلبي الذي برز في فريق الأنصار، وترك على سجلاته بصمات لا تنسى ولا تمحى.
ولعل هدوء الادلبي، وقدرته على ضبط أعصابه في أشد المباريات حساسية، ساعداه على ضبط ايقاع فريقه في معظم المباريات، وفي تحقيق الانتصارات والألقاب. كان الادلبي العقل المدبر للفريق الاخضر، ويعرف ما هو مطلوب منه، فيمرر الكرة حين يجد أحد زملائه في موقع جيد، ولا يتلكأ في التقدم والتسديد والتسجيل حين يجد ثغراً في دفاع الفريق المنافس ويمكنه النفاذ منها، فهو ذو حس فريد في تسجيل الأهداف الحاسمة والصعبة.
ورفض الداعوق أي تسوية حتى تمّ السماح للادلبي بالبقاء ضمن البعثة. وفي المباراة الودية المسائية نجح الأنصار في التقدم 1 ـ 0 بهدف سجله الادلبي عبر تسديدة أرضية قوية من خارج المنطقة. وعندها اعترف بوظو الذي تابع المباراة من المنصة الرئيسية بقيمة الادلبي، والدور القيادي الذي لعبه، والعرض الرائع الذي قدمه، مما جعله نجم المباراة بلا منازع، وأدرك السبب الذي دفع الداعوق للتمسك بموقفه ببقاء الادلبي مع الفريق.
وسجل الادلبي احدى أجمل اصاباته في مرمى فريق صلاح الدين العراقي عام 1983 في بطولة النوادي العربية في الأردن، وأوصل الادلبي فريقه إلى نهائي كأس لبنان عام 1986 وخسر أمام الصفاء بهدف واحد سجله محمد بري في الشوط الاضافي الرابع على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة.
|
كان أبرز
لاعبي خط الوسط في
لبنان وقد امتاز بذكاء التمرير وبراعة
التسديد والتسجيل
29 / 10 / 2007 والواقع أن الموهبة الفذة لدى الادلبي، الذي كان يشغل مركزاً في خط الوسط، لم تتوافر في أي لاعب في لبنان، بعد اعتزاله في التسعينيات· وامتاز الادلبي بالذكاء في التمرير والبراعة في التسديد والتسجيل، فضلاً عن المهارات الفردية في السيطرة على الكرة والمراوغة، وكان متفاهماً مع جميع زملائه وهو قائدهم· ونادراً ما كان الشرقي يوجه اليه لوماً في أي مباراة، لأنه كان قادراً على تحمّل مسؤولياته· ورغم تحركه الدائم في الوسط والهجوم، فهو ما كان يتردد في التراجع لمؤازرة زملائه المدافعين حين تكون الكرة في ملعبه· وكثيراً ما تلقى الادلبي الضربات القاسية من اللاعبين الخصوم، وكان يتحمّلها بجرأة وصبر، فلا يرد على الضربة بمثلها، بل بهدف يهز شباك الفريق الخصم، وهذا أبلغ تعبير من لاعب خلوق يعتمد على موهبته اكثر مما يعتمد على قوته الجسدية· وقلما كانت تضيع فرصة على الادلبي وهو قريب من المرمى داخل منطقة الجزاء، إذ كان يسيطر على نفسه ويبقى هادئاً، ويتصرف بحكمة رغم تحلّق المدافعين حوله للحد من خطورته، وكانت نظرته الواسعة الى الملعب تخوّله تمرير الكرة الى المكان الافضل، وكانت لياقته البدنية العالية تسهل عليه التنقل في أرجاء الملعب كافة، فيصعب على أي لاعب منافس مراقبته مراقبة لصيقة فيتوه في الملعب· وما كان الادلبي يتخلف عن أي تمرين مهما كان السبب، وكانت لياقته العالية الحصن الذي يقيه شر الاصابات حتى اليوم الأخير له في الملاعب منتصف التسعينيات، وكان سبب اعتزاله - حسب قوله - الأوجاع في الظهر· وكانت ثقته بنفسه عالية مما جعله أفضل لاعب حمل شارة القائد، وكان المدير الفني الشرقي يوليه مهمة تنفيذ خطط اللعب، فكان مفتاحه الخاص لحصد الانتصارات· وأفضل مستوى يظهر به الادلبي حين يلعب أمام النجمة، فهو لا يفقد اتزانه ولا يثور حتى في أصعب المواقف، مما يزيد احترام المنافسين له· وكان يسيطر عليه الحزن لدى الخسارة من دون أن تظهر علاماتها على وجهه· وكثيراً ما كان الادلبي يتألق في المباريات الصعبة، حتى تلك التي يخوضها أمام فرق عربية وأجنبية، وهو كان يضحي لمصلحة الفريق، ويقدم ناديه على مصالحه ومصلحة اللاعبين الخاصة، ولم تكن للمادة أهمية في حياته الكروية· وكان بإمكان الادلبي الاحتراف في نوادٍ خليجية كبيرة، لولا انه كان يحمل الجنسية الفلسطينية، وهو لعب بعض المباريات مع منتخب فلسطين، وخاض مباريات ودية مع المنتخب اللبناني، أيام كان الانصار يرفد المنتخب بأكبر عدد من اللاعبين· وكانت تشكيلة الانصار في أيامه تضم أفضل العناصر التي مرّت في تاريخ الكرة اللبنانية، ومنهم ناصر بختي وأمين الجميل ونور الجمل وحسين فرحات ويوسف الغول وابراهيم الدهيني وفادي علوش ومحمد العرجة وفؤاد سعد وعصام قبيسي وأحمد فرحات وعبد الفتاح شهاب ومحمد مسلماني وعلي قبيسي ونزيه نحلة وجمال طه وغيرهم الكثير من اللاعبين المحليين والاجانب الذين كانت فرصتهم كبيرة باللعب قرب الادلبي· وكان الادلبي ينظر الى جميع الفرق المنافسة نظرة واحدة، ويواجهها بجدية وحزم، وكان يدرك أهمية عدم التهاون في أي مباراة، حتى لا يدفع الثمن غالياً· والمهم لديه أن يظهر الفريق بمستوى لائق، ويقدم عرضاً جيداً، بعيداً عن منطوق الفوز والخسارة· أبصر عمر الادلبي النور عام 1963 في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، (طوله 179 سنتم، ووزنه 69 كلغ)، لعب في جميع فرق الفئات العمرية، واكتشف الشرقي موهبته وهو لا يزال فتى، فصقل تلك الموهبة، ودأب على اشراكه في تمارين الفريق الأول، وسط لاعبين أكبر منه سناً ليمتن عوده ويكسبه الصلابة والجرأة والشجاعة، وحل رابعاً كأفضل لاعب كرة قدم محلي عام 1988 واستحق جائزة نقدية بقيمة 35 ألف ليرة· وخاض أول مباراة رسمية له مع الانصار أمام فريق الاستقلال، على ملعب بلدية برج حمود، في مباراة الوفاق الوطني، يوم كانت العاصمة بيروت منشقّة الى شرقية وغربية، وأسهم اللقاء في توحيد الصف الوطني، كخطوة أولى نحو لملمة شتات الوطن، وأسفرت المباراة عن فوز الانصار بهدف مقابل لا شيء· ولعب الادلبي إحدى أفضل مبارياته أمام النجمة عام 1986 في كأس لبنان، وفاز الانصار 2 - 0، وسجل أجمل اصاباته في مرمى صلاح الدين العراقي عام 1983 في بطولة النوادي العربية في الاردن، كما شارك في بطولة النوادي العربية في السعودية عام 1984، وفي البطولة الرسمية الأولى في كأس لبنان 1986، وأوصل فريقه للمباراة النهائية أمام الصفاء وخسرها الانصار بهدف سجله محمد بري في الشوط الاضافي الرابع· ولا ينسى الادلبي مباراته الودية مع الانصار أمام الوحدة السوري في مدينة حلب، وأسفرت عن التعادل 1 - 1، وسجل ادلبي إصابة الانصار· وكان المسؤولون السوريون عند نقطة الحدود رفضوا إعطاء الادلبي اذن الدخول لكونه فلسطينياً، ورفض رئيس بعثة الانصار يومها أبو رياض الداعوق الدخول بدون قائد فريقه، وبعد اتصالات مع العميد فاروق بوظو ومع اداريي نادي الاتحاد، عرض بوظو على أبو رياض اختيار أفضل لاعب في سوريا وضمه للعب مع الانصار في تلك المباراة بدلاً من الادلبي، وكان قرار الداعوق النهائي العودة الى بيروت ما لم يتم السماح للادلبي بالدخول الى سوريا· وأمكن التوصل الى "مخرج" بعد تدخل عدد من المسؤولين السوريين، وحضر المباراة المسائية في حلب جمهور كبير غصت به مدرجات الملعب، وبعد انتهاء المباراة التي تألق فيها الادلبي عرف المسؤولون السوريون سبب تمسك الداعوق بهذا اللاعب بالذات· كان يوسف الغول المثل الأعلى للادلبي، أما صاحب الفضل عليه فهو عدنان الشرقي، ولاعبه المفضل هو جمال الخطيب· وكانت الحسرة كبيرة في نفس الادلبي يوم جنّس الاتحاد بعض اللاعبين للدفاع عن ألوان المنتخب في تصفيات كأس العالم 1983، ولم يكن الادلبي بينهم، مع انه سبق ودافع عن المنتخب· وابتعد فجأة عن الملاعب بسبب آلام في الظهر، وكان يومها في قمة مستواه، فترك صورة يصعب نسيانها، وآثاراً لا يمكن محوها على مر الايام· |
ABDO GEDEON : توثيق
جميع الحقوق محفوظة © - عبده جدعون الدكوانة 2003-2021