الاتحاد اللبناني لكرة
القدم عام 1965 نادي النجمة الرياضي اللبناني |
الاسم: محيي الدين عبد
الرزاق عيتاني الملًقب بـ «طابيللو». من مواليد: بيروت في 6 أيلول 1939. القامة: 1,61م. الوزن: 61 كلغ. الأندية التي دافع عن ألوانها: النجمة والراسينغ والتضامن بيروت والريجي. المركز: ظهير أيمن وأيسر لإجادته التصويب بالقدمين. لاعبه المفضل في زمانه: محمود برجاوي (أبو طالب) ومارديك محلياً، والمصري رضا عربياً، وبيليه عالمياً. مدربه المفضل: الروماني بوغدان في الراسينغ. مكتشفه: الانكليزي تشانس. أفضل لاعب مرّ في تاريخ الكرة اللبنانية - برأيه: لاعب الهومنمن الدولي مارديك. عمله: أسس محلاً لبيع السمك في منطقة الكومودور في الحمراء، عام 1970، وقبل نحو 15 سنة انتقل الى محلة كاراكاس وفتح مسمكة باسم «مسمكة القلعة»، ولديه مركبان لصيد السمك، وأكلته المفضلة سمك البالاميدا نيئاً. طموحه: أن يمن الله عليه بالصحة والعافية، وأن يعم السلام لبنان. |
يصطاد السمك ويبيعه في مسمكته في منطقة كاراكاس طابيللو: الكرة أعطتني الشهرة والمال وأنعمت عليّ بالعائلة 16-01-2011 ويكشف طابيللو اللثام عن بدايته، فيقول: «أبصرت النور في منطقة رأس بيروت عام 1939، وأرسلني والدي الى مدرسة الشيخ محمد عيتاني الذي كان قاسياً في معاملة تلاميذه، ولم ينجُ أي منهم من ضربة كف أو «فلقة»، أو باختصار من «عمليات التعذيب» التي كان يمارسها بموافقة الأهل ليكون الولد برأيهم مهذباً وخلوقاً ومجتهداً في دروسه، وبعد أول عقاب قاسٍ «تعلّمته» منه كان خياري البقاء أمياً وجاهلاً على متابعة تحصيلي العلمي في المدرسة التي طردت منها مرات ومرات، لعدم التزامي بقوانين الحضور الباكر وعدم الاكتراث بالحفظ والدرس». وأوضح: «كنت أذهب الى ملعب النجمة، وأقضي فيه ساعات طويلة، قبل أن أعود الى البيت لأرقد في فراشي وقد نال مني التعب، ويوقظني أهلي صباح اليوم التالي، وأعيد الكرّة، حتى تعلق قلبي بحب الكرة، وكان يشرف علينا ويراقبنا «الكويس»، وكان رجل انكليزي يدعى تشانس (أي الحظ) يقف على التلة الجنوبية للملعب مراقباً تمارين الصغار، وكان تشانس يعمل في المقابر الانكليزية في منطقة الحرج (قرب جامع الخاشقجي اليوم)، وكان لا يتخلف يوماً واحداً عن المجيء الى ملعب النجمة. واقترب تشانس مني يوماً طالباً أن أوافق على أن يدربني وحدي، فلم أتردد في أن أكون طوع أمره، فأخذ يعلمني أصول اللعبة، ونمّى فيً المهارات التي تساعدني على السيطرة على الكرة بسهولة، وعلى الأمور التكتيكية، وكان يبسّط لي الشرح فيقول: ننقل الحليب من هنا الى هناك، ثم الى هناك حتى نصل الى المعمل وهو المرمى، فيكون الانتاج صحيحاً، وكان يقصد بالحليب الكرة». وتابع» «كنت أقضي معه كل يوم ما لا يقل عن 4 ساعات، وأخذت من هذا الانكليزي الشيء الكثير، فكان بالنسبة اليّ مدرسة الحياة ومدرسة الكرة. وشاهدني مدرب النجمة صلاح عيتاني فضمني الى فريقه أوائل الخمسينات، وشاركت ببطولة الدرجة الثانية وفزنا باللقب عام 1952، وكنت أشغل مركز الظهير الأيمن، وتمً ضمي فوراً الى تشكيلة المنتخب الوطني التي كانت تضم حينها نجوماً عمالقة منهم يوسف يموت ومحمود برجاوي وأحمد علامة وسمير العدو ومارديك وجوزف أبو مراد وليفون وآبو وجوكي وحارس المرمى سميح شاتيلا، وخضت مع هذه المجموعة مباريات دولية كثيرة، وكان منتخب لبنان بمثابة «البعبع» للمنتخبات العربية كافة». خاض طابيللو أول مباراة رسمية مع النجمة أمام الراسينغ وأسفرت عن فوز النجمة 3 0 وكان له منها هدف واحد سجله من ضربة جزاء «بنالتي»، إذ كان طابيللو اختصاصياً في تنفيذ ضربات الجزاء، سواء مع فريقه أو في المنتخب، ولا يذكر أنه أهدر أي ضربة نفذها. وقال طابيللو: «شارك لبنان في دورة المعرض الدولي في ليبيا عام 1963، وكادت مباراة لبنان وليبيا التي حضرها الملك الليبي السنوسي تنتهي بالتعادل السلبي، لكن مدافعاً ليبياً أعاق مارديك داخل المنطقة، فاحتسب الحكم الانكليزي ضربة جزاء، وانبريت لتنفيذها، وقمت بخداع الحارس، إذ وجهت نظري نحو الحكم وكأنني أتحدث معه، وأشرت باصبعي الى الكرة وأنا أتقدم منها، فانشغل الحارس بالنظر الى طرفي مرماه، وصوبت الكرة سريعاً نحو الشباك، ولم يعرف الحارس أن شباكه اهتزت إلا من هتاف الجمهور، وفاز لبنان 1 - 0». وعلى رغم أنه كان يشغل مركزي الظهير الأيمن والأيسر، لأنه كان يجيد التسديد بالقدمين، فقد سجل طابيللو أهدافاً عديدة جميلة، وكان يجيد المراوغة، وأضاف: «كنا نخوض مباراة على ملعب المدينة الرياضية القديم أمام فريق من الاتحاد السوفياتي، وكان يشغل مركز الجناح الأيسر لاعب دولي، ولشدة اندهاشه من حركاتي، كان يتوقف عن مضايقتي أو محاولة استخلاص الكرة مني، ويتابع النظر اليَ، فقام المدرب بسحبه من الملعب وأشرك لاعباً آخر بدلاً منه، وكان يصعب حتى على اللاعبين الفارعي القامة منافستي في الكرات الهوائية، لأنني كنت أقفز عالياً، وكنت أجيد استخلاص الكرات الأرضية من المهاجمين بسهولة ومن دون أن ارتكب مخالفة. وكنت أتفاهم في المنتخب مع سمير العدو وأبو طالب حين ألعب الى جهة اليمين». وخاض طابيللو أجمل مبارياته مع المنتخب الوطني أمام فريق توربيدو موسكو في المدينة الرياضية، عام 1960، وخسر لبنان عامذاك 1 3. وتلقى طابيللو عرضاً للعب في أبيدجان عبر رئيس الوزراء الذي أغراه بالمال والمنزل والسيارة، فقال له طابيللو: «متى أصبح أشجار صنوبر لديكم أمارس الكرة عندكم». واشتهر طابيللو بالمقالب الكثيرة التي كان ينسجها لتحقيق مأرب أو لفتح باب الفكاهة ورسم البسمة على ثغر زملائه. فخلال إحدى رحلاته مع الراسينغ الى أوروبا، رافق الفريق الأمين العام للاتحاد السابق جوزف نلبنديان الذي طلب من طابيللو أن يوزع 200 ليرة ذهبية ويضعها في حقائب اللاعبين، فأخفاها طابيللو جيداً من دون علم زملائه، ووصل الراسينغ الى بلغاريا وفُتشت الحقائب بشدة من قبل المسؤولين في المطار من دون أن يعثروا على أي قطعة، وفي الفندق عرف طابيللو أن نلبنديان يريد الكيد للراسينغ الذي كان منافساً قوياً لفريقه الهومنتمن، وقبل إعادة الحقائب للاعبين في غرفهم، انتزع طابيللو منها الليرات الذهبية وسلمها الى مسؤول نادي الراسينغ وأبلغه بالأمر، وانتقل الراسينغ بعدها الى أرمينيا للعب هناك، وتم تفتيش الحقائق بدقة في المطار، مما أكد تدبير خطة تؤثر سلباً في «القلعة البيضاء» وتزعزع كيانها، وفي فندق أرمينيا رسم طابيللو خطة تقلب السحر على الساحر، إذ ادعى أن حقيبته فُقدت في المطار، وكان قد تخلص منها في الطريق بعدما ترك فيها بعض الثياب الرياضية غير الضرورية، وطلب نلبنديان منه أن يفتش حقائب اللاعبين واحدة واحدة، ففعل ولم يجد شيئاً، عندها أيقن نلبنديان أن الليرات الذهبية اختفت مع الحقيبة ولا يمكنه سؤال السلطات عنها. وبعد عودة الراسينغ الى بيروت، سلّم مسؤولا الراسينغ غابي مراد وجوزف أبو مراد الليرات الذهبية الى طابيللو فصرفها بشراء بعض الحاجيات، وبقيت الحادثة طي الكتمان. وروى طابيللو حادثة أخرى جرت مع نلبنديان فقال: «شاركت منتخب لبنان في الدورة الرياضية العربية في المغرب 1961، ووعد نلبنديان كل لاعب بأن يحصل على 3 دولارات عن كل يوم يقضيه في الدورة، وكان مكان إقامتنا في جامعة الدار البيضاء، ومضت معظم أيام الدورة واقتربنا من موعد العودة الى بيروت، ولم يحصل أي لاعب على قرش واحد من نلبنديان، فخطرت ببالي فكرة وأنا واقف على شرفة الغرفة في الطابق الثالث، وكان نلبنديان في اللوبي السفلي وسط مباني الجامعة، وكان معه رئيس البعثة خليل حلمي، فدخلت الغرفة ونزعت ملابسي وخرجت عارياً الى الشرفة، وناديت نلبنديان وطالبته بالمال، فطار صوابه وطلب مني ارتداء ثيابي والنزول فوراً، وأعطاني كامل مستحقاتي من الرحلة». واعتبر طابيللو ما ناله من الشهرة، ومن المال، والوظيفة في الريجي، وتأسيسه العائلة، مرده الى كرة القدم، وقال إنه ليس نادماً على عدم متابعة علمه في المدرسة، لأن جميع أولاده الثمانية اليوم عوضوا عنه، وهو اليوم يقضي حياته في الصيد في البحر وبيع السمك، وأضاف: «توظفت في الريجي عن طريق نادي الراسينغ عام 1959، وكانت الوظيفة تشجيعاً لي على ترك النجمة والانتقال للراسينغ، وما أن فتح الاتحاد باب التواقيع والانتقالات لفترة قصيرة، حتى أخذني رئيس الراسينغ الى مقر الاتحاد ودفع لي 20 ألف ليرة وأهداني سيارة من نوع أودي ودراجة نارية من نوع فيسبا، فتغيرت حياتي كلياً». ولفت طابيللو الى أن عشقه للعبة يدفعه لمتابعة المباريات عبر التلفزيون، ولكنه لا يتوجه الى أي ملعب، ويميل لمشاهدة مباريات الدوري الأوروبي، ويتأثر حين يشاهد مباريات الدوري اللبناني ويرى المستوى هابطاً جداً، ويلفته مهاجم العهد حسن معتوق. وأضاف: «الاحتراف هو السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة، صارت الفرق تفتقد اللاعبين المميزين فنياً والأقوياء بدنياً، أذكر أنني كنت أتدرب مع المنتخب على ملعب بيروت البلدي، واصطدمت ركبتي بساق مارديك فقال لي: «هل هناك كهرباء في ركبتك؟ لا تقسو عليّ»، وترى لاعب اليوم يسقط على الأرض متوجعاً لدى أقل اصطدام بلاعب آخر، ويتظاهر بالإصابة رغبة منه بأن يطرد الحكم اللاعب المنافس، وهذا بعيد عن الروح الرياضية». |
ABDO GEDEON توثيق
جميع الحقوق محفوظة © - عبده جدعون الدكوانة 2003-2020